أخبار عاجلة

الكاتبه الجزائريه لويزه بداوى تكتب


                        انتقام بطعم الخيانه



بعد ان تخلى عنها بحجة الفقر وحاجته للمال ،انه لا يستطيع ان يوفر لها بيتا كقريناتها ، توعدت ان تنتقم منه بمنحها الموافقة على الزواج لأول عريس يدق بابها .. كان رجلا ذو هيبة حسن الوجه عريض المنكبين ، ارتاحت له وقارنته بذلك المغفل الذي ظن انها ستموت قهرا بتركه لها ، تزوجت بعد عدة اشهر من خطبتها ، عاشت اسعد الايام معه لم يبخل عليها بأي شيء احتاجته ، كان لها الصدر الحنون والسند الذي تلجئ اليه .. بعد أيام قلائل من زواجها سئمت من ذلك الروتين الذي اصبح يخيم على حياتها ، لاحظ الزوج ذلك فأراد ان يشغل وقتها بأي شيء من الممكن ان يعيد البهجة لمحياها وتعود بذلك اشراقة الشمس مع حيويتها المعتادة ، ارادت ان تعمل في مجالها وكان لها ما طلبت ، اشترى لها محلا فخما و امتهنت فيه صنعتها ( الحلاقة ) يوما بعد يوم ذاع صيتها وفتحت لها الدنيا ذراعيها .. كونت صداقات مع اصحاب المجتمع المخملي ، وكانت لها علاقاتها .. ارادت شراء سيارة فكان لها ذلك ، اخذها لمعرض فخم واختارت مايناسبها .. واصرت على دفع ثمنها من ما جنته في عملها ، وقد شعرت انها قامت بعمل عظيم سيسجل في سجل كفاحها .. مر عام على زواجها ، بدأ الناس في تأليف الاقاويل على تأخر حملها ، قلقت امها على وضعها، فأرادت الاستفسار عن سبب تأخر انجابها اجابتها الفتاة انها لا تستطيع ان توفق بين بيتها وعملها ، وانها في سن صغيرة لا خبرة لها في تربية اولادها .. اخبرتها والدتها انها مستعدة هي وحماتها لتكفل برعاية صغيرها ، وان ما عليها الا ان تفرح قلبها بخبر حملها.. في المساء أخبرت زوجها عن رغبتها في ان تصبح اما وتختبر ذلك الشعور الفطري والغريزي في المرأة ، وافق زوجها وقد كان يريد تحقيق حلمها .. حاولا جاهدين ان ينجحا ماتفقا عليه لكن دون جدوى ، تسرب القلق لحياتها فذهب للكشف عله سبب بسيط وبعلاج صغير يشفيا .. كانت الصدمة بالنسبة لهما كبيرة حيث ان العيب في زوجها ، لكن مشكلته ليست بالكبيرة خصوصا بتقدم العلم وتطور الطب ، اوصاهما الطبيب بضرورة السفر للخارج للعلاج ، في الاول جرحت رجولة زوجها ، لكن من حبه فيها اراد ان يفرح قلبها ويمنحها ما ترغبه كل مرأة .. طلب منها مرافقته في رحلة علاجه وبهذا يكون شهر عسل ثاني بالنسبة لهما ، لكنها رفضت، وتحججت بعملها ، آثرها في نفسه وهو الذي لم يرفض لها طلبا من قبل ،سافر للعلاج كما اتفقا .. ذات صباح وهي في طريقها الى عملها ، توقفت عند الاشارة فلمحت طيف حبيبها السابق ، امعنت النظر جيدا فتأكدت شكوكها ، لاحت فكرة الانتقام في بالها ، ارادت ان تريه، الى اين وصلت بعد ان تركها .. قادت سيارتها وشعلة الانتقام تحرق صدرها .. باتت ليلتها تفكر كيف تجعله يندم لتركها ، لعنت الشيطان مرات عديدة وانبت نفسها ،انها متزوجة ولا يجب ان تفكر في شيء غير زوجها ، لكن نفسها الامارة بالسوء زينت لها فكرتها وألحت عليها بتفيذ انتقامها .. تعمدت في المرة التالية ان تظهر له نفسها وان تجعله يتحسر عليها وكان لها ما أرادت .. مرت خمسة عشر يوم على تلك الحادثة ، ذهبت لعملها كالعادة فوجدته عند باب محلها ينتظرها بأعين متصنعة الندم ، راجية الغفران ، قال لها بنبرة تحمل من الندم مايكفي ليلين قلبها .. _انا آسف على كل شيء أعرف انك الان متزوجة ولا يحق لي محادثتك لكن اريد ان تسامحيني ، انا سأهاجر من هذا البلد لكن لي عندك طلب ، امي اعتني بها لا أحد لها من بعدي ، وهذا ان قبل زوجك طبعا .. لان قلبها وسامحته في وقفتها تلك ، استفسرت عن سبب هجرته ، فأجابها انه لا مكان له في هذا البلد وان ابواب العمل كلها موصدة في وجهه.. رأفت لحالة وارادت ان تساعده ، اخبرته ان يأتيها في الغد ،وان حل مشكلته لديها ، فرح كثيرا ، واتاها مسرعا في اليوم الموالي ، أخذته للبنك وسحبت مبلغا كبيرا من حسابها ، واعطته له ليبدأ حياة جديدة دون ان يضطر للسفر وترك والدته بمفردها .. عاد زوجها من سفره فكانت نعمة الزوجة الموفقة بين بيتها وزوجها وحبيبها السابق ،كانت تلتقيه في السر يوميا وكأن ماتفعله لاهو عيب ولا هو جرم بعينه .. مرت ثمانية اشهر على تلك الحادثة ، اتصل الطبيب المعالج من الخارج واخبر زوجها بأن وقت العملية قد حان ، وباذن الواحد الاحد سيكون له الذرية التي يتمناها بعدها ، فرح كثيرا وقد شارف على تحقيق حلم زوجته وحبيبته ، سافر من اجل علاجه بينما هي تمادت اكثر في ذلك الاسبوع ، فعلت مالم تفعل طيلة الاشهر السابقة ، نامت في حضن عشيقها ، واصبحت خيانتها رسمية .. في يوم وقد عادت من عملها وجدت زوجها جالسا على طرف السرير ووجهه بين كفية ودموعه منسابة لا تعرف التوقف شعرت بخفقان قلبها ، قام من مكانه وواجهها بجرمها ، واجهها بحقيقتها المخزية التي اصبحت عارية ومكشوفة امامه ، توسلته ان يسترها وان يرأف لحالها ، تأججت نار الانتقام في صدره ولشرفه الذي اغتصب على يد زوجة مستهترة مجرمة زانية لأشهر تابعها في المحاكم على جرمها " خيانة زوجية ". أتى يوم المحاكمة ونالت جزائها ، هي وذلك العاشق الذي اودى بحياتها ، حكم عليها بخمسة عشرة سنه نافذة ، لم تقضي منها الا ثلاثا ووجدت ميتة في مرحاض السجن ابشع موته ، قتلت نفسها وخسرت دنياها وآخرتها ..بينما حكم على شريكها في الخيانه بنفس عقوبتها .. نعم سعت للانتقام من حبيبها السابق ونالت ذلك الشرف ، لكنها لم تنتقم الا من نفسها وقد قبضت ثمن غرورها وعجرفتها ، خسرت انسانا ضحى من اجلها وكانت لأخر سهلة المنال بعد ان تركها في الاول من ان اجل ذلك الشيء الذي اعاده اليها " المال" وفي الاخير لم تنل الا غضب ربها وتشوه سمعتها ..

ليست هناك تعليقات